أصبح العالم الافتراضي الآن يجتاح حياة الكثيرين منا بل أصبح من أساسيات الحياة لدى البعض،، ولا نستطيع أن ننكر بأن السوشيال ميديا تؤثر بشكل كبير على معظم الأجيال،، فنحن بصدد العديد من المشكلات التي تواجهنا جميعا وإن لم نشعر بها ولكنها موجودة وتتزايد وتتفاقم،، إذ إن الله -سبحانه وتعالى- لم يخلق الإنسان إلا بفطرته السليمة منذ ولادته الأولى،، انسانآ يملك النقاء والخير والحب والرحمة ولكن للأسف وسط هذا العالم الافتراضي الذي سلب منا الحياة والنقاء لم تعد هناك حياه ولم يعد هناك نقاء فأصبح عالم المصلحة والمكسب السريع واللهث وراء المال بأي شكل وبكل شكل هو السائد وهو السمة الرئيسية لعصرنا الحالي وتناسى البشر أنه لا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت وان كل شيء هو بأمر الله -سبحانه وتعالى- وان الله خلق البشر طبقات عندما قال سبحانه (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات)
أن ظاهرة تعرض الكثير من الأجيال الشابة للقلق والاكتئاب هي نتيجة الضغط الاجتماعي والمقارنة المستمرة بين حياتهم وحياة الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي وتأثير هذه المقارنة على الثقة بالنفس يمكن أن يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي على ثقة الأجيال الشابة بأنفسهم، حيث يتم تصوير حياة مثالية للآخرين ويشعرون بالضغط لتحقيق مستوى مماثل من النجاح والجمال.
ناهيكم عن خطر التعرض للمحتوى المبتذل العنيف من المحتويات التي تهدف إلى سب الأعراض وتشويه السمعة وتلويثها بهدف التربح السريع،، فيواجه الشباب خطر التعرض للمحتوى العنيف أو الإباحي على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يمكن أن يؤثر على تطورهم النفسي والاجتماعي.
يمكن أن يؤثر استخدام السوشيال ميديا على تطور الأطفال في مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعل الحقيقي، حيث يمكن أن يتجاهلوا التفاعل الحقيقي ويفضلون التواصل الافتراضي العنيف أو غير مناسب لعمرهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يمكن أن يؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي ويسبب لهم إجهادا غير ضروري،، ويساهم استخدام السوشيال ميديا في زيادة الانعزالية بين الأجيال المسنة، حيث يمكن أن يشعروا بالتبعية والبعد عن الاتصال الحقيقي مع الأسرة والأصدقاء،، قد يجد الأشخاص المسنون صعوبة في التكيف مع ثقافة السوشيال ميديا واستخدامها، مما يمكن أن يؤدي إلى شعورهم بالتهميش والاستبعاد من بعض جوانب الحياة الاجتماعية الحديثة.
ففي النهاية، علينا أن ندرك أن السوشيال ميديا ليست مجرد أداة بلا طبيعة، بل هي أداة تحمل معها تأثيرا كبيرا على حياتنا وصحتنا العقلية. يجب أن نتعامل معها بحذر ووعي، ونتبنى ممارسات صحية عند استخدامها.
وإنها ليست الواجهة الكاملة لحياتنا، وأن الصورة التي يعرضها الناس عبر هذه المنصات ليست بالضرورة تعكس الواقع. يجب أن نركز على الاتصال الحقيقي والتواصل الشخصي مع الآخرين، وأن نحظى بوقت لأنفسنا دون تشتيت الانتباه بوسائل التواصل الاجتماعي.
علينا أيضا أن نبعد أبناءنا وبناتنا من الوقوع في استخدام المحتوى الذي يحمل اسفاف وابتزازا على وسائل التواصل الاجتماعي ايآ كان سبب استخدامه،، وأن نتحقق من صحة المعلومات قبل أن نعمل على نشرها. يجب أن نكون مسؤولين في استخدامنا للسوشيل ميديا وأن نكون قادرين على التحكم فيها بدلا من أن تسيطر علينا.
ولا يسعني في نهاية حديثي هذا إلا أن أدعو لأبنائنا وبناتنا وجميع مجتمعنا المصري والعربي بالسلامة من شر هذا الطوفان الساحق.
ولكن يبقى الأمل موجودا عبر شاشات الحياة، لأن الأشياء ليست كلها سلبية، ولكن هناك خيوطا من حرير نراها عبر الأفق!.
الكاتب الصحفى / محمد أيمن البخارى
أحدث التعليقات