المواقف تعتبر من أهم المؤشرات لظهور الحقيقة كاملة بدون تزييف أو أقنعة أو نفاق، وعندما نرى وجوه متعددة لا نستطيع معرفة أو قراءة ملامحها وهل كانت صادقة أم لا، ننظر فورًا إلى المواقف والأحداث.

لتكشف لنا حقيقة الأمر،، لنرى الوجوه بيضاء عندما تلتقي المصلحة لدى البعض، ونرى الوجوه حمراء عندما لا تتم المصلحة، ونرى الوجوه صفراء عند الرجوع لطلب المصلحة، ونرى الوجوه المتلونة أثناء اجتماعهم على المصلحة، ونرى الوجوه السوداء عندما تنكشف المصلحة. (وربك يعدلها)

وفي الواقع أن ما نراه ونسمعه بل ونتعرض له أيضا من كثرة الأقنعة المزيفة والمنافقة وأصحاب الوجوه المتعددة الكثيرة وإظهار الشخص خلاف ما هو عليه وخلاف ما يبطن وقول اللسان الذي يخالف ما في القلب،، كل هذه العلامات هي دلالات واضحة وصريحة لمفهوم النفاق الذي يساعد في انتشار الحقد والكراهية بين الناس،، ويجعل الناس يبحثون عن الكماليات والرفاهية ولو على حساب مشاعر وحقوق الآخرين، دون الاهتمام بالأساسيات مثل الحب الحقيقي الصادق بين البشر وصحوة الضمير والخوف من الله والعدل.

ولأن النفاق يؤدي إلى الشعور بالنقص وقلة الثقة ويجعل الإنسان يرتدى الكثير من الأقنعة المزيفة الكاذبة التي تبتعد عن الأخلاق والقيم والمبادئ، ينسى الشخص أو بمعنى أصح، يتناسى الشخص من وقف بجانبه وكان له العون والسند ومن أعطاه كلمة شرف وصدق وأوفى، ومن قدم يد الخير مرات ومرات وكأنه حق مكتسب، الأمثلة على ذلك كثيرة لا تعد ولا تحصى. (وربك يعدلها)

فهناك جار السوء الذي يبطن لك الحقد والغيرة والكراهية ويعد عليك خطواتك وربما يبيعها بأرخص الأثمان، لكنه يظهر لك هذه الابتسامة الصفراء الباهتة، والسلام البارد.

وهناك بعض من المقربين المتسلقين من أصحاب المصالح التيك أولى السريعة، فكلما كانت جيوبك مليئة بالأموال وتقديم الخدمات كلما وضعوك فوق رؤوسهم وكلما نقصت جيوبك أو قررت الوقوف أمام الظلم واسترداد حقوقك كلما ظهرت حقيقة وجوه كثيرة وماتكمن من ضغائن وغش وخداع وظهر الأصل الحقيقي، فلو كان الأصل منتهي الصلاحية معيوبآ سقطت الأقنعة وظهر الوجه المشوه البشع.

وهناك من يعاشرك عمر كامل على أساس من الغش والخداع لأهداف مادية بحتة،، لأن مصلحته هي العامل الأساسي والرئيسي للعلاقات وفي المقام الأول ثم يصل لهدفه ويغلق صفحتك من كتابه الملعون بعد أن تتم عمليات نصبه واحتياله

ولكن ما نساه الجميع أن قدرة الله تعلو على أي شيء وأنك «لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا»

هؤلاء جميعهم لا يعرفون أن أجمل الأرزاق ليس رزق المال فحسب بل سكينة الروح، ونور العقل، وصحة الجسد وصفاء القلب، وسلامة الفكر، ودعوة الأم ثم دعوة الأم ثم دعوة الأم وعطف وحنان الأب (السند) ووجود أخ وضحكة ابن،، هذه الأشياء لا تقدر بثمن

فيا عزيزي القارئ لا تجعل من نفسك كتابآ مفتوحآ حتى لا يمزقك من لا يعرف القراءة أو من لا يعرف إلا لغة المصالح

وفي النهاية كعادتى معكم دائما لا يسعنى إلا ان اقول ارحمونا يا بشر!!!!!!!

(ربك يعدلها)