عبدالناصر شمس يكتب:

تابعت وعايشت عن قرب بأم عينى مرض أحد أصدقائى ودخوله مستشفي السكة الحديد وهو من العاملين بالمترو، ولست بصدد الحديث عن تفاصيل ما جري منذ بداية دخوله وعمل الفحوصات اللازمة في الاستقبال والطوارىء وحجزه واجراء عملية المنظار بعد أن استقرت حالته ومتابعته لمدة أسبوع كامل حتي اشتد عوده مرة أخري وخروجه من هذا الصرح الكبير.

أنا هنا أريد أن أركز على ملامح معينة فى مسار هذا المركز الطبي العملاق تنظيميا تجعلنى أتمنى أن تكون تلك الصورة التى ظهر بها هذا المركز هى المثال الذى يجب أن يحتذى به كل من وضع فى موضع المسئولية فى أى مجال أو مؤسسة ثم طلب منه أن يعرض كشف حسابه، حينها نقول له ارجع للمركز الطبي لسكك حديد مصر هذا المبني العملاق الذي يضاهي أكبر المستشفيات في بر المحروسة وافعل مثلها.

دائما وأبدا «الجواب يبان من عنوانه» لذلك من دخل هناك زائرا أو مريضا يلفت نظره مدى الإحترافية التى يدار بها والنظام الصارم فى ترتيب آروقة هذا البيت دون زيادة أو نقصان، وهذا فى رأيى لا يقل أهمية عن تفاصيل وأرقام كشف الحساب نفسه، لأن التنظيم الجيد يعطى إنطباع أولى بأن هناك أشياء جيدة تحدث عكس العشوائية والهرجلة التى تتسم بها أغلب بل معظم مستشفياتنا دون أدنى تنسيق أو تنظيم.

إدى العيش لخبازه

إن العمل الجيد لابد ان يقوم به أصحاب الخبرة فقط ولا يعرف منطق العمل بالحب.. وهو مبدأ سائد للأسف خاصة فىي بعض المجالات الأخري.. لكن هنا وفى حضرة اللواء طبيب عاطف امام قائد هذه المنظومة تشعر بأن هناك مهام كل فيما يخصه ولا يصح أن يجور فرد فى المنظومة على عمل فرد أخر حتى لا يحدث خلل.

لك أن تتخيل كما قلت سالفا لو ذهبت زائرا وسمعت همهمة من هنا وأخري من هناك فحتما ولابد سيكون مرور هذا الامام الحازم علي المرضي والعيادات الخارجية والطوارىء ليري بنفسه ما يقدم من خدمة للمرضي ومدي تواجد كل طبيب في عيادته حتي بعد نقل عيادة التأمين الي رصيف ١١ بمحطة مصر الرئيسية لا يتواني في التفتيش المفاجىء هناك ليشعر الجميع أن هناك أناس تعمل فى صمت ودون ضوضاء .

الأدهى من ذلك جولاته الليلية المفاجئة على المرضى والاطمئنان عليهم والتشديد علي الحالة الطبية حدث ولا حرج.!

طاقة  «نور»

امام حريص على ذكر كل أبطال المنظومة بأسمائهم وتوجيه الشكر لهم ويحفظ أسمائهم عن ظهر قلب.. وهذا شئ لو تعلمون عظيم أن تشعر كطبيب أو كممرض أن عملك وجهدك ومراعاة ضميرك المهني لن يمر مرور الكرام فالمهام مقسمة والأطباء لهم كل الحق والصلاحيات فى ما يقومون به .. دون أن يخاف ربان السفينة أن يسرقوا منه الأضواء.. شيئا أصبح نادرا للأسف.. كما أن فكرة فريق العمل تنفى بالتبعية فكرة الرجل الأوحد التى يحاول البعض في مؤسسات أخري ترسيخها، وهو تعبير ضمنى من هذا القائد لكل العاملين .. مفاده أن الكيان ليس مرتبط بى.. أنا فقط رمز لهذا الكيان وإن لم أكن موجودا غدا سيكون هناك رمزا أخر واجبه أن يحافظ على قيمة كيان عظيم اسمه المركز الطبي لسكك حديد مصر .

وقبل أن أختم كلمتي المتواضعة لا يسعني الا أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير والعرفان للطبيب المحترم الدكتور محمد نور الدين مدير الطوارىء علي آدبه الجم وحسن معاملته لكل المرضي بود وصفاء وحب وكم سعدت وزادني شرفا أن تعرفت علي هذه الشخصية العظيمة في دقائق معدودات وكأني أعرفه منذ زمن بعيد..بضع ساعات بين الجراحة والمناظير ولم يفك الاشتباك غير هذا الطبيب الانسان الذي لولاه ما ألقينا الضوء علي هذا الكيان العظيم وحتي لا أنسي هناك شخصية جديرة بالاحترام ألا وهو الدكتور عمرو نائب مدير المستشفي حدث ولا حرج.