مريم يعقوب تكتب:

حكمة ومثل معروف عشنا سنين طويلة بنسمعه وبيتردد من جيل لجيل إنما السمع دايما مش بيكون نفس شعورك وقت الإلتحام مع الواقع،،

إللى يعيش ممكن يشوف الغدر من أقرب الناس ليه والقرابة مش بالدم بس إللى بيتنسى وقت المصلحة،، أنا مصلحتى ايه وفين ومع مين وانا أبيع ان شاء الله اختى أو أبويا أو حتى امى وأرفع شعار إنى الطاهر الشريف إللى طول عمره عنده أصل ومش هيبيع ولا هيفرط فيه،، وده لزوم الشكل العام مش اكتر وسلامات يا أصيل،، القرابة كمان ممكن تكون بالعشرة والعمر الطويل،، ممكن تكون بالتوحد بين شخصين على العهد والوعد اللى فى لحظة ممكن يتباع بسهولة علشان الفلوس أو النفوذ أو السلطة أو حتى الشهرة إللى ليها مدمنيها والمطبلاتية بتوعها،، ده غير اللهث وراء التريند أصل دى اصبحت مهنة جديدة،، ممكن جدا يبيعك علشان شخص أفضل،، شخص يقدر يقدم ليه أكتر منك،، أو شخص يرضى غروره ومرضه ورغباته ونقصه،،

إللى يعيش ياما يشوف أى مبدأ قابل للبيع ومش بيع وبس،، ده كمان يتعمل عليه مزاد ياترى نبيع الربع ونسيب الباقى يمكن ييجى زبون اتقل ياخد إللى فاضل وللا نبيع كله مره واحده ونبتدى على نضيف،، ماهو لزوم الشغل تظبيط الشغل امال ايه !!

إللى يعيش ياما يشوف صاحبه إللى أكل معاه عيش وملح وعاش معاه حياته وشاركه أوقاته وهو بيتنطط عليه،، ده فالغالب بيحصل لما الغيره والحقد الأعمى أو أحيانا النقص وعقده يتمكنوا منه و ميتحملش أكتر من انه يشتغل تنظير،، بما أنه الجهبز إللى جاب التايهه و الملاك المنزل من السماء حامل الألقاب الخطيرة ورافع رايات النزاهه والأمانه والشرف والمصداقية وهو لايمت بأى صله من قريب أو بعيد لكل ده،، إنما نقول إيه بقا غير انه نسى تاريخه المليىء بالتناقضات وحب يلعب لعبة المصلح الإجتماعى والنفسي ويطلعلنا على المنصة يمكن يحظى بشعور سد النقص إللى جواه على حساب الغير،،

إللى يعيش مؤكد هيشوف قانون ساكسونيا بس على كل شكل ولون من خلال الأقنعه المزيفة إللى بتتساقط وقت تعارض المصالح والأقنعة دى ليها حبكتها إللى تظهر بيها للمجتمع،، عندك مثلا قناع الدين وده مش هقولك الطلب عليه زايد فى مجتمعنا ازاى،، والضغط عليه كتير لدرجة انه قرب ينفذ من السوق،، وبما إننا شعب متدين بطبعه،، يكفينا فخرا نصوم ونصلى ونطلع ببرامج دينية ونور على نور يا شيخنا والسبح تظهر وهاتك يا تسبيح وهوب وقت المصلحة هاتو الفلوس إللى عليكو ده قسط فيللا الشيخ إللى فى الساحل لسه متدفعش،، الراجل بيحارب علشان يعيش تقوموا تقولوا بعدين برضه !! يشحت يعنى !! وفى قناع الأدباء والكتاب والفنانين ده حتى افلام السبكى تشهد وعصر الفن العظيم الآن إللى غرقانين فيه ومش عارفين نختار من روعته ايه وللا ايه كنماذج نشيد بيها لأولادنا وأقلامنا تتهافت بالكتابة عنها،، وده حدث ولا حرج،، اما بقا كله كوم وقناع الإعلاميين ده كوم تانى خالص وهنا أحب استعين بفيلم خلى بالك من جيرانك فى مشهد رائع للقدير عادل امام وهو بيقول ماذا اقووول ماذا أقول وأى شيئ يقال بعد كل ما قيل !!! اهو ده القناع الوحيد إللى بيتحدث عن نفسه مش محتاج الكلام عليه من كتر انه طافح فى وشنا ليل نهار فالإعلام أصبح مهنة من ليس له مهنة،، يشتغل مذيع او مصور او معد او مخرج او حتى رئيس قناة،، هيكون كله ماشى يا تاج راسي المهم تسلك أمورك تلعبها سياسة تلعبها فن تلعبها عرايس ماريونت اهى هتتلعب يعنى هتتلعب،، المهم تبهرنا وتبهر الجهله ومحبى الشو بيك وتجمع أكبر قدر ممكن من نسب المشاهده،، انت كده نجحت حتى لو كان إللى بيشوفك الجاهل والغلبان هو إللى عليه العين والنيه

إللى يعيش ياما يشوف كل حاجة حواليه بتتغير ومفيش شىء بيفضل على حاله إنما فى فرق بين التغيير للأفضل والتغيير للأسوء حتى فى الجرائم إللى لم تفلت من حالة التطوير للأسوء،، كانت الجريمة بالسابق مختلفة عن الآن ،، زمان كان أخطر مجرم بيكون حرامى غسيل أو حرامى طيور دلوقتي المجرم تطور فى إجرامه واصبح يرتقى بالناس إللى بيسرقهم أو يقتلهم أو يغتصبهم أو يخطفهم أو أو وهنا مش بالضرورة يكون كل ده جسدى أو مادى ده فى الأبشع،، وهو مجرم المبادىء والقيم والأصل،، مجرم يغتال فكر جيل بحاله،، مجرم يشوه الدين ويرجع بيك للجاهلية،، مجرم بيغزو الأفكار والعقول،، مجرم يكسر قواعد وثوابت وقوانين بتحمل الوطنية والانتماء والشرف والإخلاص والصداقة والحب والضمير ويبدلها بقانون المصلحة على حساب أى شىء آخر،، مهما كانت قيمته وتاريخه وعلشان كده متستغربش لما تسمع من أهالينا زمان وأهالينا الآن وهى بتردد وتقول إن اللى يعيش فعلا ياما يشوف!!!