نعمة الستر هي من أهم النعم التي يمكن أن يتمتع بها الإنسان وتعتبر ذات أهمية كبيرة في حياته وتعني الكثير للأسر والأفراد والأبناء ولكل مسؤول في مكانه فهي تعنى الأثر الطيب الذي يتركه الشخص لحماية وحفظ الخصوصية وعدم الكشف عن أموره الشخصية والثقة في التعاملات وقد كبرنا وتربينا على قيمة الستر والسمعة الطيبة ولكن ما نراه اليوم أمر تقشعر له الأبدان وينفره وينكره القاصي والداني ولا يرضى الله ولا رسوله ولا أي دين سماوي على وجه الأرض فأصبحنا نرى على مواقع التواصل الاجتماعي فضائح وأسرارا وكشف عورات
البيوت على مرأى ومسمع من الجميع وما يترتب على ذلك من مخاطر هذه الأفعال المشينة والفاضحة، والتي تكون نتيجتها الفتنة وقطيعة الأرحام والتنابز بالعيوب وشيوع أخلاق النميمة وثقافة كشف العورات، وكل ذلك يهدد العلاقات الأسرية بالشقاق ويزيد من حالات الطلاق وكأن مواقع التواصل أصبحت مصلحة الأحوال المدنية ومحاكم الأسرة وكأنها تقيم من تزوج ومن طلق ناهيكم عن تشرد الأطفال والازواج والتفكك الاسرى وغيره وغيره من النتائج المدمرة للمجتمع والسؤال هنا ما الذى حدث فى هذا الزمن؟!!
كبرت المنازل وصغرت الاسر وما فائدة المنازل ان لم تكبر معها الأسر وما فائدة الطب اذا ساءت الصحة وما فائدة المال اذا تلاشت راحة البال وارتفع الذكاء بالخبث والخداع والمكر والدهاء والشر واضمحلت المشاعر والنقاء وقل الخير وزادت المعرفة ولكن فقدنا الحكمة وكثرت الناس وفقدت الانسانية
اين الحفاظ على الكرامة حيث كنا نعتبر الستر جزءا من كرامة الإنسان.
فهو يمنح الفرد الحق في اختيار ما يرغب في الكشف عنه وما يرغب في إبقائه خاصا ليس هذا فحسب فمن خلال الستر كنا نتمكن من الحفاظ على الهوية والتحكم في الطريقة التي نرغب في تقاسمها في العالم الخارجي والحماية من الأذى والضرر الذي قد يلحق بنا سواء من الداخل أو الخارج بسبب محاولات الكشف عن معلومات شخصية أو مجتمعية حساسة ذلك لأن الفرد قد يتعرض للمضايقات أو التشهير أو الاستغلال إذا تم الكشف عن معلومات شخصية خاصة به أو بأسرته أو عائلته وغيرها
لان الستر يساهم في خلق السلام النفسي للأفراد. عندما يعيش الفرد في بيئة تحترم ستره وخصوصيته، يشعر بالراحة والأمان والثقة في المجتمع المحيط به،، بل وتعزيز الثقة والاحترام بين الأفراد والمجتمعات. حيث يعتبر احترام خصوصية الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم الشخصية علامة على الاحترام والتعاطف، وهذا يساهم في بناء علاقات أفضل وأكثر صحة بين الناس.
بشكل عام، نعمة الستر هي حق أساسي يجب احترامه والحفاظ عليه. إنها تعزز الكرامة الإنسانية والثقة والسلام النفسي، وتحمي الأفراد من الأذى وتساهم في بناء علاقات صحية ومتوازنة في المجتمع.
عندما نتحدث عن قيمة الستر من الله للبشر، فإننا نتحدث عن هبة عظيمة ونعمة لا تقدر بثمن. فالستر هو عمل الله الرحيم الذي يغطي عيوبنا وأخطاءنا ويعفو عنا، مما يمنحنا الراحة والحماية في حياتنا.
كما يعكس الستر قيمة العدل والمساواة. فالله يستر عيوب جميع البشر على قدم المساواة، دون أن يفضح أحدهم على حساب الآخرين. يمكننا أن نستلهم هذه القيمة من خلال ممارسة العدل في حياتنا، وعدم التحيز أو الكشف عن أفعال الآخرين بدون سبب مقنع.
في الختام، قيمة الستر من الله للبشر هي هبة عظيمة تعكس رحمته ومحبته لنا، وتحمل في طياتها الأمان والراحة والتسامح والعدل. لذا، يجب أن نقدر هذه النعمة ونمارسها في حياتنا من خلال ممارسة الرحمة والستر تجاه الآخرين، ونسعى لتعزيز العلاقات الإنسانية الصحية والمتوازنة.
وفى النهاية هرجع واقول مفيش فايدة !!!