لا اندهش أبداً عندما أرى فى عصرنا هذا،، نموذج الإنسان الرافض الساخط لكل تقدم تكنولوجى تمر به البشرية ليس ذلك فحسب بل استخدام هذا التطور أسوء وأردء إستخدام،، فقد أصبحنا نرى كل يوم من السلوكيات العشوائية والغير مسؤولة الكثير والكثير ،، فحالات الانتحار ترتفع مؤشراتها يوما بعد يوم،، والتشبع بالأفكار الشاذة عن طبيعتنا البشرية التى خلقنا الله سبحانه وتعالى عليها أصبح عاده،، ناهيكم عن اعداد المتشبهات بالرجال والمتشبهين بالنساء والتى تزداد بصورة مخيفة،، فهناك من يظهر من خلال الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي مثل فنانين وفنانات ونجوم ونجمات لهم جماهيرية وشعبية عريضة وربما لهم تأثير على عدد كبير من الشباب،، فالخمور و المخدرات و التدخين و المنومات و المسكنات و المنبهات،، تعد فى مقدمة هؤلاء،، أما عن طلائع الفن الهابط واصحاب الأفكار الفاسده والعقول المغيبة فحدث ولا حرج..
لم تقف الموجة فى هذا المحيط ببلادنا عند هذا الحد فقط،، فقد امتلأت أعمدة الصحف الإلكترونية بأخبار إطلاق الرصاص من الأب على الإبن و الشنق من الابنة للأم و الحرق للزوجة ،،وقد قال المختصون إن نسبة الزيادة الإحصائية تجاوزت حد مخيف من الأرقام والإزدياد متواصل سنة بعد سنة.
والسؤال هنا.. لماذا.. و ما السر؟
وما السبب؟
وإذا تركنا التفاصيل جانباً وحاولنا تأصيل المشكلة فسوف نجد ان اغلب أسباب الإنتحار والإدمان تنتهي إلى سبب واحد.. أننا أمام إنسان خابت توقعاته و لم يعد يجد في نفسه الأمل والطموح او حتى الاستعداد للمصالحة مع الواقع الجديد أو الصبر على الواقع القديم.
لحظة استسلام ويأس وإلقاء سلاح ثم تحول كامل الى اتهامات و إدانة وعداوة للآخرين وللدنيا،، ومن هنا يولد الكفر بكل شىء وبأى شىء،، فلن تجد وجودآ للمبادىء او القيم او الاخلاق او الدين،، ولن يوجد سوى الكبر و العلو و الغطرسة و الاستبداد والشعارات المزيفة والنفاق والكذب والخداع والغش ،، ولن يطفو على السطح غير قانون المصلحة وصراع المال فالإنسان لا يتحول لأسوء حالاته إلا في لحظة دكتاتورية مطلقة و تعصب أعمى وخلط للمفاهيم
وهذا ماتطرقت له السينما المصرية فى فيلم الغول وشخصية فهمى الكاشف،، المتمثل فى الظلم والعمل بقانون ساكسونيا،، ذلك القانون الذى كان يترك الظالم حر طليق ويحاسب ظله الواضح تحت ضوء الشمس ،، وهو اظلم قانون عرفته البشرية ،، فلا عجب إن رأينا جيل كامل يصنع تريند من داخل غرف النوم ويقتحم الخصوصية تحت أى شعارات وهمية،، ويسب الأعراض ويكشف العورات،، وصور الفنانين ممن يرتدون الشيفون والاساور والسلاسل والاقراط تملأ المواقع والشاشات وصور النساء وهن يرتدين البدل والكرافاتات بالمناسبات والاحتفالات وكل هذا وذاك تحت شعار الموضة
وكلا له قانونه الخاص وشعاره الخاص انما الجميع اتفق انها تسمى بالحريات ،، انه عالم مليء بالتحولات والتغيرات السريعة، يصبح الحفاظ على الشباب والأجيال من الانهيار القيمي أمرًا ضروريًا. إن حماية القيم والمبادئ الأساسية التي تمثل أساس المجتمع هو تحدي كبير يتطلب جهودًا مشتركة من الأفراد والمؤسسات والمجتمع بأكمله.
للحفاظ على الشباب والأجيال من الانهيار القيمي، يجب أن نعمل معًا على تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية والثقافية. يتطلب ذلك توفير بيئة تربوية صحية وتعليمية تشجع على التفكير النقدي وتعزز القيم الإنسانية الأساسية مثل الاحترام والعدالة والصداقة.
علاوة على ذلك، يجب أن نكون أدوات قوية في نقل القيم إلى الأجيال الصاعدة من خلال النموذج الحسن والتواصل الفعّال. يتعين علينا أن نكون قدوة حية للشباب، نعيش وفقًا للقيم التي نروج لها ونعلمهم كيفية تطبيقها في الحياة اليومية.
ومن الضروري أيضًا دعم الشباب وتمكينهم، فهم المستقبل والقوة الدافعة للتغيير. يجب أن نقدم لهم الفرص للتعلم والتطور والمشاركة الفعّالة في القرارات والعمل الاجتماعي بدلا من تصدير النماذج السلبية وابرازها،، فعندما يشعرون بالانتماء والقيمة والمسؤولية، فإنهم يكونون أكثر استعدادًا للحفاظ على القيم ونقلها إلى الأجيال اللاحقة.
وأخيرًا، يجب أن ندرك أن الحفاظ على الشباب والأجيال من الانهيار القيمى امر ليس بسهل،، يجب أن نكون حذرين وواعين للتحديات الجديدة التي تواجه الشباب وتلك الحرب الشرسة فى تشويه المعايير وأن نستمع إلى مخاوفهم واحتياجاتهم وسيظلوا دائما هم الأمل لمستقبل افضل.